موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر                  

.. رسالة من الرِّياض إلى صنعاء[1]

*****************************

يا جارةَ المُزنِ همْسُ المزْنِ وافاني

         فصاخِ همْسي فأزرى غدْرَ جيراني

ما غيَّرَ الجارةَ الحسناءَ هل سئمتْ

                صنعاءُ ودِّيَ أمْ للحبِّ وجهان؟

لم أحسبِ الحقدَ - بعْدَ الودّ جمَّعنا-

            لظىً بنفْسكِ ينوى حرْقَ أكواني

لا يسكنُ الكرْهُ نفساً للمحبِّ بدا

            صفاؤه ، كيف يأوي فيكِ ضدَّان؟

كمْ قُبلةٍ لكِ يا صنعاءُ في وِجنِي

                   ولي فقبَّلتُ ما فكَّيِّ ثعبانِ!

وكم غرستُكِ في صدري وثرتُ على

          من قال أفعى أتَتْ في شَكْلِ إنسان

يا قصرَ غمدان سلْ عن جنتي سبأٍ

           وعن قبيلةِ [غسَانٍ] و[حوران][2]

وسلْ عن الأشرمِ المغرورِ ما صَنعتْ

          به الأبابيلُ سلْ يا قصرَ غمدان [3]

عن [أسْعَدٍ] [4] و[نواسٍ] [5]واليهودِ وما

              زفَّ السعادةَ في أيَّام [باذانِ] [6]

إنِّي إخال حقولَ البنِّ سائلةً

              عني ويسألُ عنِّي كلُّ بستان

وما هنالك يُبدي لها طَرَفاً

    من غدري جاريَ أو أسبابِ هجراني

أكان حبُّكِ يا صنعاءُ قبلُ بلا

          قلبِ وعشْقُك من  خترٍ ونسيانِ؟

                  ***

يا جارةَ المزنِ هل ذاك الوفاءُ غدا لــ

     شِّعابَ عن قمِّتي [نقْمٍ][7] [وخولان] [8]

فصار [للحاردِ السَّاقي][9] وسيلِ [بَنا]

       عثاءَ [مورٍ] و[ملحانٍ]  و[حيدان]؟[10]

ما أقبَحَ الزيْفَ كيف الأصفياءُ به

          صاروا ثعابين غاباتٍ ووديان؟!

فهبَّ نحوي من الخضراءِ حين رنتْ

           نفسي إلى شذْوها أنفاسُ أدران

أهكذا الحبُّ يا بلقيسُ إنْ جنحتْ

         قواه رامتْ ذوي فضلٍ وإيمان؟

أين الوفاءُ .. بني قحطان؟ هل عشقتْ

      صنعاءُ غيري فأخفتْ وجهَ قحطان؟

رسالتي ليس عجزاً إنَّما أملي

   إنقاذُها .. -لو تعي- من رجس إيران

يا ليتها قطُّ لمْ تُؤوِ الألى عكفوا

     على الشُّرور ليقصوا كلَّ [ذي شان]

فرحتُ حين سعتْ [صنعا] إلى عدنٍ

             وقلتُ عوني بلا شكٍّ يكونان

لكنْ بدا ليَ مسعىً دونما هدفٍ

           إلاَّ ليصبحَ للشَّطريْن شطران

وقد يكونان كثْراً موْسَماً [بجفا]

        إنْ واصلا غدرَ أعوانٍ وإخوان

ما للوفاءِ بصنعاءٍ  - متى ستعي- ؟

       مأوى أترضى بمأوى كلِّ خوّاَن؟

إذا رأتْ خلَّها بالمدِّ متَّصفاً

           بدتْ بجزرٍ وتجريحٍ ونُكران

غدَّارةٌ أصبحتْ للخائنين حِمى

          ومنتهى أمْرِها حكْماً لشيطان

لو قبر ذي يزنٍ[11] يحكي تبرأ من

             أكفانه قائلاً صنعاءُ أكفاني

                 ***

أنا الرِّياض أنا فوق السِّماك فهل

        لجارةِ المزن تحليقٌ عن الدَّاني

إلامَ سِترُكُ بالحوثيِّ مُنتَهكٌ

           وأنتِ أنتِ بلا حسٍّ ووجدان؟

حبيبةُ الأمسِ هلْ لليوم من فلَقٍ

        يكرِّمُ الصِّدقَ أو للأمسِ من ثان

كنَّا وكنَّا وشئتِ الغدرَ فيم نأى

    ما كان في خجلٍ من ختْلِكِ الجاني؟

لِمَ اخترعتٍ أكاذيباً ملفقةً

    على الرَّياضِ وعدْلِ الشَّامخ الباني

وقلتِ ما قلتِ في البيتِ الحرام وفي

         بيتِ النبيِّ افتراءً  رام خذلاني

وشئتِ مكَّة إجراماً بمحرِقها

        أما ذكرتِ حمى ربٍّ ورحمان؟؟

رميتِ طهْراً فما رأي المنابرِ في

         بيت الفقيهِ وفي إبِّ  وبعدان؟ [12]

ويحَ المساجدِ إنْ صاختْ هراءك يا

         [صنعا] ولم تُخْزِ إعلاناً بإعلان

لِمَ التَّقولُ مقطوعاً بلا سندٍ؟

        أشئتِ تضليلَ من بالخير يهواني؟

حاربتِ يا جارتي قولَ الحقيقة في

    وصْفي وقولي وعينُ الحقِّ صنوان

لِمَا أقولُ براهينٌ موثَّقةٌ

             وأنتِ خاليةٌ من أيِّ برهان

               ***

غضِّي عيونَك يا صنعاءُ خاجلةً

       ووشحي النَّدمَ الصَّافي بعرفاني

فقد يلطِّفُ عذراً منكِ أفئدةً

- بما جرى منكِ- تشكو عصفَ نيران

قولي لمن غدروا أبرمتُ راجعةً

         إلى الصَّفاءِ إذا ما زال يهواني

لا تتركي لِنياتِ الفرْسِ هامسةً

          تُشتِّتُ الشَّملَ وانفي كلَّ بهتان

ومزِّقي رايةَ الحوثيِّ لا تدعي

      لإفْكِه أو فسوقِ الدَّجلِ من عاني

ماذا جنيتِ من الحوثيِّ غير ونى

         ومُخزياتٍ  وأمراضٍ وأحزانِ؟!

أذنابُ فارس كم عاثوا وكم فتكوا

          أضنوا السعيدةَ عدواناً لعدوان!

لم يعرفوا أنَّهم يفنون عزَّتَهمْ

        لخصْمِهمْ من خمينيٍّ و[خاقاني][13]

..صنعاءُ حسبك جورَ الرافضيِّ ضنى

          ثوري على كلِّ أفَّاكٍ وطغيان

ثمَّ اذهبي لودادٍ لم يخنْ أبداً

         قولي قصدتُ أخاً بالحبِّ لبَّاني

قولي أتيتُ رياضَ العزِّ راجيةً

      عفوا لتغفرَ لي غدري وعصياني

نحن امتطينا ركابَ الخَتْر جامحةً

       لا أنتَ من حيِّ عمَّارٍ [لوعْلان][14]

ما خنتَ ودِّي ولا أهملتَ مسألتي

    كمْ جدتَ يا شامخاً من غير نقصان!

لربُّما يُصلَحُ العَلاَّمُ ما فسَدتْ

          من النَّوايا وينفي خبْثَ طهران

ويصبحُ الجارُ عونَ الجارِ لا شغباً

           بصفوِ قحطان عرفاناً لعدنان

عروبةُ اليوم لو كالأمسِ ما وهَنتْ

          وما غدا دأبُها من غيرِ ميزان

الهامش

1-      كتبت القصيدة عام 1411هـ وألقيتها في أمسية بنادي جازان الأدبي في نفس العام ونظراً لإحداث اليوم التي تشبه الأمس عزمت على كتابتها إكترونيا وإعادة نشرها بعد تصرف يسير في بعض أبياتها وحذف بعضها وما ذلك إلا لأنها لم تنشر قبل لا في صحيفة ولا في ديوان

2-      مدينة سورية  سكنها الغساسنة بعد انهيار سد مأرب

3-      قصر في مدينة صنعاء من أشهر وآخر الملوك الذين سكنوه  سيف بن ذي يزن  ، وكان يعتبر من عجائب الهندسة المعمارية ومن أقدم القصور الضخمة في العالم.

4-      أسعد تبان أبو كرب بن ملكى كرب بن قيس بن زيد بن عمرو ذي الاذعار بن أبرهة

5-      يوسف بن شراحبيل وهو أحد ملوك حمير ويروى عنه انه قتل نصارى نجران لانهم رفضوا الدخول بالديانة اليهودية

6-       آخر حكام الفرس في اليمن .. بروى أنه أسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

7-      جبل يقع في محافظة صنعاء يبلغ ارتفاعة 2800 متر

8-      منطقة جبلية متصلة ممتدة من اليمن إلى السعودية سميت بهذا الاسم نسبةً لـ قبائل خولان

9-      المرتفع. من جداً من الجبال

10-  بنا ومور وملحان وحيدان أسماء أودية في البمن

11-   سيف بن ذي يزن

12-  بيت الفقيه وإب وبعدان من محافظات اليمن

13-  من مصطلحات جكام فارس

14-  حي عمار أقصى شمال المملكة ووعلان الأقرب لأقصى جنوبها

        

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني