موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر                    

      ..مكاشفةٌ بين الشَّرقِ والغرب

        ********************

الشَّرقُ يخاطبُ الغربَ

يا أنتَ لم تأمنْ ولمْ أأْمَنْ أنا

        لمَّا نأيتُ كما نأيتَ عنِ السَّنى

لِمَ لا أعودُ وأنت تُذْعِنُ طائعاً

           لنعيشَ عزَّ النَّيريْن بلا ونى؟

الغرب

أهوى الظلامَ وقد جَذبتُك مُغْرياً

             فكسبْتُها دنيا ولم تكسِبْ دُنا

لي أنْ أسودَ وأنْ تهيمَ أما ترى

            في المُغرياتِ الفاتناتِ تمدُّنا؟

الشرق

بئس الهوى بالمُغرياتِ تشتَّتتْ

               راياتُنا وبه امَّحتْ أركانُنا

وسرى الشِّقاقُ فما نجا من عَصْفِه

             إلا قليلٌ.. لا فقد عمَّ [العنا]!

الغرب

شئنا تمزّقَكمْ فكان طموحُكمْ

              سبباً يفرِّقُكم ويفسحُ دربَنا

كم طامعٍ في شُهْرةٍ أو سلطةٍ

          أضحى لنا ذنَباً يسهِّلُ قصْدَنا!

يتنافسون على دمارِ بلادِهمْ

             ليُساندوا عزَّاً وأمجاداً لنا

الشرق

أتكاثرُ الأحزابِ بينا خطةٌ

         منكمْ ومن يذكونها من بيننا؟

و..يُبيد منَّا البعضُ جوْراً بعْضَه

       تخطيطُكمْ ما شاء لا تخطيطُنا؟

أوليس للإنسانِ فيكمْ رحمةٌ

           إنْ لم نَجِدْ للنَّصرِ فينا ديِّنا؟

الغرب

حاشا فإنَّا قد رحمناكمْ بما

       يشفي الغليلَ وما يبين المكْمَنا       

  بأمضى فاتكٍأولم نَجُدْ – دوماً-

       لِحروبِكمْ ونُعِزُّ منكمْ من عنا؟

أمَّا الكساءُ مع الغذاءِ فبعضُكمْ

         يُعطي ليصبحَ بالتَّكرُّم مُعْلنا

الشرق

لم تبذلوا خيراً لنسْلَمَ إنَّما

         شرَّاً أخذْنا تقصدون هلاكنا!

كم أرملٍ ومشوَّهٍ منكمْ وكمْ

            يُتْمٍ وكم جهلٍ يهدِّمُ ما بنى!

حتى متى التَّدميرُ يُلغي جُهدَنا

        والغدرُ يُهلكُ دون ذنبٍ مؤمِنا؟

الغرب

سترون ما عِشتمْ منغِّصَ عيشِكمْ

          كيما نسودَ ولا تقيموا موطنا

إنَّا لنذْكرُ كيف سُدْتمْ عزةً

        وبكم تلاشى أو تزلزلَ عرشُنا!

لم ننسَ لا ما ذاع من أسلافِكمْ

             من سُؤدُدِ أنهوا به أسلافنا

سنذِلُّكمْ سنُزيلُ كلَّ تقدُّمٍ

                فيكمْ ونُهلكُ كلَّ ناوٍ ذُلَّنا

سنصوغ باسمِ الدينِ منكم خائناً

       ونسوسُ باسمِ العدْلِ منكم أخْوَنا

ونقول يا دنيا على هاماتهمْ

         زفِّي لنا أوطانَهم نحو [ الفنا]

لا تتركي لله منهمْ ساجداً

          لا ترحمي للخيرِ منهم مُدْمِنا

حتى نكون ولا يكونُ شعارُهمْ

           إلاَّ بنا ومسارُهمْ من خطْوِنا

الشرق

حسبي عرفنا حقدَكمْ وسبيلكمْ

              للانتقام كما عرفنا بعضَنا

فالداعشيُّ أتى بكمْ متوحِّشاً

             والرافضيُّ غدا بكم متلوِّنا

وبكم تشدَّدَ من تنمَّرَ جاهلاً

         وبكم هوىً مَنْ للمجون تعلْمنا

حتى بدا الحوثيُّ يحمل رايةً

             للفارسيِّ نوى الكرامَ فيمَّنا

سخفاً نوى البيتَ الحرام بهادمٍ

            لو كان ذا عقل لما بغياً رنا

يا أيَّها الأعداءُ لو حكَّمتمُ

            عقلاً لما حُبُّ البقاءِ تفرْعَنا

أين العتاةُ الجاحدون إلهَهَم؟

      ما قادهم صوبَ الإبادةِ والضَّنى؟

أوليس كفرٌ بالمهين عنوةً

              وتجبَّرٌ لم يُمضِ إلا أرعنا؟

جولوا نهىً كي تأمنوا من قادمٍ

          -أضحى قريباً للعيان- ونأمَنا

ماذا استفدتم بالعراق شَكِيَّةً

              وبسوريا وبليبيا وببُغْضِنا؟

أوما كفاكمْ أنْ صنعتمْ دولةً

         بينا وللإرهابِ صرتمْ محْضِنا؟

من قال إنَّ الانتحار وسيلةٌ؟

        للفوزِ من قال: .. التّأسلُمَ نهْجُنا؟

أنتم غرستمْ كلَّ شرٍّ غفلةً

         فغدا بغدرٍ - لم يجاهرْ- زرعنا

حتَّام نحصدُ ما بذرتمْ مُهْلكاً

        ونبيت نحكي منْ رحمتمْ مُحْزنا؟

أين النَّهى منكمْ ألمْ تفطِنْ قوىً

     بغدٍ ستُفْني من طغى أو من جنى؟

  الغرب

هذي النّصائحُ بادهتْ من وَهْنِكمْ         

          لن تبلغوا منها مراماً أو مُنى

فاستسلموا  ثم انحنوا ذلاًّ لقدْ

              قِدْنا زمامَكمُ جميعاً أزْمُنا

لا مجلسُ الأمنِ الدعيُّ مجيرَكمْ

           منَّا ولا [الهيئاتُ] تردعُ فتكنا

سنطوِّرُ التضليلَ حتَّى أخذكمْ

       ظلماً بقولِ الزور- يصبحَ مُمْكنا

ما [جاستا] إلاَّ تخومٌ لُغِّمتْ

           لتعوقَ طمَّاحاً وترعى مُدْهِنا  [1]

الشرق

إنَّا إلي الرحمن نشكو جورَكمْ

             وله نفوِّضُ ما بغيتمْ أمرنا

اليومُ يومُكمُ وأمَّا في غدٍ

            فلنا من الجبَّارِ وعدٌ قد دَنا

يخزيكمُ بطشاً إذا لم تنتهوا

        من ظلمِكمْ ونعزُّ عنكم بالغنى 

ستعودُ قوَّتُنا فنرْفعُ رايةً

           بالنُّور لم تُهزمْ ولم تنزلْ بنا

نتنفَّسُ الأضواءَ عزَّاَ شامخاً

               فنعانقُ الآمالَ دأباً أمْكَنا

والنَّصرُ والتَّمكينُ والأمجادُ في

             إقْدَامِنا وتسير من خطواتِنا

فوق الثريَّا سوف نتلو آيةً

          وعلى الثَّري آيتُنا تزهو سنى

ولكلِّ خلقِ الله يومٌ تلتقي

         فيه الخصومُ تهون فيه أنا أنا.

23/1/1438هــ

 الهامش

**********

1-  قانون يسمح بمحاكمة المملكة تسلطاً لكنه مضرٌّ بمصالح أمريكا .. ليردد الله كيدهم في نحورهم

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني